المفكر على محمد الشرفاء الحمادي يكتب : العرب والمصير المجهول

فى زحمة الصراع العربي والخلاف فيما بينهم، يتكالب أعداء العرب على عالمنا العربي ، من أجل إعادة السيطرة الاستعمارية لنهب ثرواتالأمة العربية، حين يجدون أنها الفرصة السانحة لكل الثعالب والذئاب، في أن يقتطف كل منهم حصته من الثروة والاستباحة للوطن العربي،لا يمنعهم ضمير، ولا قيم، ولا دين من اغتيال البراءة في الأطفال، وتشريد المواطنين بتهجيرهم من مساكنهم وقراهم، ليواجهوا الأهوال، يموتمنهم في الطريق من يموت، ويسقط في الأسر عند الأعداء من لا يستطيع النجاة بنفسه، فتضيع أسرته ويتشتت شمل إخوته ، وهو يستغيثأينكم يا عرب ، ولكن العرب لا يسمعون صراخهم وغير معنيين بدمائهم ولايستجيبون لبكاييهم، لأن العرب مشغولون بحروب الكراهية والتنازعبينهم.

فقدوا كل أواصر الإخوة والعروبة والدين، فلم يهمهم سقوط أنظمة كانت أوطانها آمنة مستقرة ؛ فانتشر ت بينهم الفرقة والانهزامية حتى لميبق طامع يسعى للتدخل في العالم العربي إلا واتخذ سبيله إلى العدوان على الدول العربية، فلا يوجد من يردعه، والمظلة عربية تحمى حقوقهعبر دمية أسسها الاستعمار البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، لتختزل فرقة العرب فيها، وتساعد على نمو الشقاق بين الدول العربية،عندما وضع الإنجليز خنجرًا مسمومًا في وثيقة تأسيس الجامعة العربية، بإعطاء القرارات صفة الإجماع، فعطلت كل قرار، وتتراجع الأغلبيةلصالح أقلية ضئيلة عميلة مع أعداء الأمة العربية.

ولذلك أصبحت الجامعة عاجزة عن اتخاذ اَي قرار يعيد للعالم العربي وحدته، ويرشده إلى طريق القوة، للحفاظ على العالم العربي، وهكذاحتى المظلة ظهر فيها تشققات تركت هطول الأمطار يسرح فيها، فلا نستغرب أن يتطاول على الدول العربية الأتراك الذين كانوا حتى وقتقصير يتسولون المساعدات المالية من الدول العربية، وحين ركب الموجة القردوجان بدأ يسرح بخياله في تاريخ الإمبراطورية العثمانية، ويتخيلنفسه خليفة عثماني يستمتع بدماء الأبرياء تسيل في غزواته، كما فعل أجداده من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في الوطن العربي، فكمعلقوا المشانق للمثقفين العرب في دمشق ولبنان؟! وكم قتلوا من المواطنين الليبيين سقطوا تحت سنابك خيولهم؟! وحينما هانت على العربشهامتهم وعروبتهم وتخلوا حتى عن الدفاع عن الأوطان تهيؤات القرود من الأتراك وغيرهم في الزحف على الدول العربية، كيف قبلنا بالسقوطوالانهزام؟ كيف سمحنا للقراصنة بتهديد الأمن القومي العربي؟ كيف سلمنا قلاعنا وسلاحنا واستسلمنا للأعداء الا من صرخة توقظ فيقياداتنا وقفة شجاعة ، تطوي خلافات الأشقاء لتلتحم القلوب، وتتصافح الأيدي، وتتحد العقول، من حق الوجود للأمة العربية قبل فوات الأوان.

زر الذهاب إلى الأعلى