ساكنة ولاية تگانت تشكو من إهمال القطاع الصحي ويطالبون الوزير بالتدخل

إن مجابهة الفساد في مجال الرعاية الصحية هو قضيتنا جميعًا من أصغر فرد إلى أسننا وهي قضية عمومية جوهرية و هامة بحيث يمكن إعتبارها مسألة حياة أو موت بالنسبة للمواطنين وهذا مايتطلب منا كمواطنين وفئات نخبوية عليها أن تلعب دورا توعويا في إنارة الرأي العام وإيصال مكامن الخلل للجهات العليا المسؤولة عن تصحيح هذه المشاكل التي تعرض حياة المواطن للخطر وتعرض مفهوم الدولة الشفافة لمغالطات قد تنعكس سلبا على العلاقة بين المواطن والدولة ،
إن ولاية تكانت كولاية من ولايات الوطن يعيش قطاعها الصحي ممثلا في أكبر منشأة صحية فيها (مستشفى تجكجة الجهوي) يعيش أسوأ أيامه ويعاني من سوء تسيير قد يكون الأسوأ بين نظرائه في الوطن ،إن هذا الوضع الخطير لايمكن السكوت عنه خصوصا بالنسبة لجميع ساكنة تگانت وخاصة الفقراء منهم الذين يقعون ضحايا مقدمي الرعاية الصحية عديمة الأخلاق والمبادئ
إن النظام الصحي بطبيعته التخصصية يعد عصيا على الفهم والتصنيف من قبل العوام والمواطنين البسطاء ،الشيئ الذي يحتم علينا كشباب ونخب في ولاية تكانت أن نلعب الدور الريادي في مراقبة ومتابعة هذا القطاع الخدماتي وتقديم ملاحظاتنا عليه وتحملنا كامل المشقة حتى نوصل رسائل مواطنينا إلى مراكز القرار التي تعد المسؤول الأول عن التسيير الشفاف وفرض دولة القانون والعدالة ،وإن هذا الأمل في الشفافية والعدالة تجدد لدينا حين انتخبنا رئيسا جديدا حمل في خطابه ماجعلنا ندعمه رغبة في خدمات عامة يحتاجها المواطن وأولها الخدمات الصحية ،وإن ثقتنا في هذا الرئيس ازدادت حين كلف وزيرا طالعنا هو الآخر ببرنامج شامل يبعث على الأمل في إصلاح هذا القطاع الصحي ،وانطلاقا من كل ذلك نرفع إلى هذا الوزير ومن خلاله لرئيس الحكومة ورئيس الدولة دعوتنا للنظر في تسيير مستشفى تجكجة الجهوي ومايشهده من تراكم لمشاكل قد تعرضه للتوقف المفاجئ نتيجة إضراب عام من طرف الممرضين والأطباء (أو من تبقى منهم حتى الآن) وعمال الدعم الذين وقعو ويقعون ضحية لسوء التسيير المالي والإداري ويعد الإضرار بهم إضرارا بالمواطن إذ هو وحده من سيدفع ضريبة توقف هذه الأطقم عن العمل مطالبين بحقوقهم،
إن مستشفى تجكجة الجهوي يشهد فسادا إداريا وماليا قل نظيره في نظرائه في الولايات فبعد عام ونصف من تعيين مديره الجديد باشر هذا الأخير جملة من الإجراءات أغرقت المستشفى في مرحلة من الإنفاق تفوق طاقته لسببن هما :زيادة المصادر البشرية في المستشفى بكم هائل من مقربيه ومعارفه في القطاع وأصدقائه والصفقات المشبوهة في أجهزة التبريد والأغطية وترميم منشآت داخلية غير ضرورية دون مراعاة لميزانية هذا المستشفى المحدودة إذ يعد كل ذلك إرهاقا لمؤسسة لها ميزانية لاتسد أصلا حاجاتها الإدارية ومستحقات عمالها ومع الوقت تراكمت مشاكل تعد تبعات لسوء هذا التسيير والتقدير من طرف هذا المدير الذي هو بالمناسبة طبيب أسنان شاب لايملك أي خبرة في التسيير الإستشفائي وتعد هذه أول مهمة له كمدير لمستشفى جهوي دفع مستشفى أولى مهامه كمدير مبتدئ لايفقه في تسيير المستشفيات
وعلى الرغم من أن غالبية العاملين في المستشفى صبروا طيلة هذه الفترة ودفعوا ثمن سوء التسيير إلا أنهم مازالوا يقومون بأداء مهامهم العلمية والعملية بجد ونزاهة وتكامل مهني منتظرين من وزير الصحة لفتة تكون سببا في حل مشاكلهم العالقة
إن هذا الفساد المالي وسوء التسيير أوصل المستشفى لوضعية كارثية كان آخرها حزمة من الإجراءات التخبطية التي ربما يراد من خلالها التغطية على فساد مالي كان أغرب هذه الإجراءات حرمان جميع الأطباء الإجانب والتقنيين من حقهم في المداومات بشكل ينافي القانون الداخلي الذي تنص عليه هيكلة المستشفى والتي صادق عليها مجلس الإدارة للمستشفى وهو وحده المخول لتغييرها لصغة جديدة تحدد نظام المداومات والإمتيازات والمناوبات
ويجمع العمال داخل هذه المؤسسة من مشكل تراكمية نلخصها فيمايلي:
أولا:تأخر مستحقات المداومات لمدة أربعة أشهر في حالة فريدة تشهد على العجز المالي الذي أوصل إليه هذا المستشفى وكذا تأخر تحفيزات مايسمى بكتام ولمدة عام ونصف حيث ذكر العمال أن هذه المستحقات حرموا منها متذ تولي هءا المدير لهذا المستشفى منذ سنة ونصف
ثانيا:غلق مصالح كانت مفتوحة وبها نظام مداومات كان الأطباء العامون يشرفنا علي تسييرها ويتقاسمون نظام مداوماتها الشيئ الذي حدى بالأطباء العامين للهجرة عن هذا المسشفى نتيجة الضرر المالي الذي لحق بهم حتى لم يبق من بين خمسة أطباء عامين غير طبيب عام واحد وآخر متعاون بصفته طبيبا استفاد من حق متابعة الدراسة في الخارج وأبقته حاجة المستشفى فيه حتى تحويل أطباء جدد ربما لم يرضوا بالمكوث حين اطلاعهم على الوضع بالمستشفى
إن هذا الفساد انتشر وأصبح يطال كل شيء من علاوات المداومة لجميع الأطباء والعمال
للضعط على جميع الأطباء وتهميشهم حتى تركوا الولاية بإرادتهم لان الموضوع لم يعد يطاق حسب تعبيرهم وتنحية جميع العمال الأجانب من المداومة مع شلل تام في المنظومة الصحية حتى تم إغلاق مصالح في المستشفى ورغم ان الخدمات الصحية على إتساعها وشمولها تتراوح ما بين السرقات الصغيرة والمحدودة وعمليات الإبتزار إلى الإنحرافات الهائلة للسياسات والتمويل المالي وأشكال الفساد إلا أن الوضع وصل للسقف الأعلى وقد ينفجر في أي وقت إذ يتجه المنرضون وكذا بعض العمال آخرين إلى الإمتناع التام عن المداومات حتى تدخل جميع مستحقاتهم من مداومات 2020 لذلك وجب علينًا جميعًا أن نصرخ في وجه القائمين على الصحة بأن الوضع يشكل تهديدًا لساكنة تكانت
ونرجوا من جميع أبناء تجگجة سواء داخلها او خارجها أن يكتبوا عن الوضع الكارثي الذي يعيشه قطاع الصحة في تگانت وأن يطالبوا بإقالة هذا المدير
إننا نتوجه بشكل مباشر لوزير الصحة السيد نذيرو ومن خلاله لرئيس الحكومة والرئيس المنتخب للتحقيق في هذه الأزمة الصحية الخانقة التي لاشك في زمن جائحة الكوفيد ١٩ غير مقبول وتستدعي الحل على الفور