الوسطاء العرب في مواجهة الغطاء الأمريكي للتعنت الإسرائيلي
منذ بداية العملية العسكرية لكتائب القسام في السابع من أكتوبر ضد المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، تحرك الوسطاء من كل الاتجاهات، لكن أهمهم الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط عن الكيان الإسرائيلي، يفاوض ويتحرك من أجل الأسرى ومنهم الأسرى الأمريكيون، في المقابل ظهرت قطر ومصر كوسيط عن الملف الفلسطيني، ثم التحق بهما وسطاء آخرون.
تكونت المجموعة العربية التي تبنت المطالب الفلسطينية -ليس مطالب حماس-، وتضم مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية، تتمثل، والمطالب الفلسطينية المعلنة، في وقف العدوان وإدخال المساعدات، وفتح مسار سياسي على اعتبار أن عدم حل الصراع وإقامة دولة فلسطينية هو أساس الانفجار المتكرر للصراع، وبالمناسبة فإن أهداف حركة حماس التي أعلن عنها رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، هي وقف العدوان وفتح المعابر وصفقة تبادل أسرى وفتح آفاق سياسية لإقامة دولة فلسطينية.
واجتمع وزراء خارجية تلك الدول وممثل السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، أمس، مع وزير الخارجية الأمريكي في العاصمة الأردنية عمان، وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد “إن وزراء خارجية خمس دول عربية يجتمعون السبت في “موقف عربي موحد” في عمان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للتأكيد على “ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، وأولوية دخول المساعدات، ومنع التهجير وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل”.
في المقابل، كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، نقلا عن مصدر أمريكي، أن واشنطن ستستخدم اجتماع عمان من أجل تشجيع الشركاء الإقليميين على دعم أكبر عدد ممكن من استراتيجياتها فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس
وتواجه جهود الوساطة العربية التعنت الإسرائيلي الذي ينفذ حرب إبادة وتغييرا ديمغرافيا في قطاع غزة، ويضع أهدافا غامضة للعدوان، بينما الوقائع على الأرض لا تعمل لصالحه جراء التعثر في مواجهة مقاومة شرسة للحرب البرية، سببت ألما كبيرا لإسرائيل، وبات واضحا للجميع أن جيش الاحتلال اختار الثأر من دماء الأطفال والنساء، دون أن يمس بشكل حقيقي بنية المقاومة التي تواصل التصدي والحد من التوغلات البرية وأيضا قصف المدن الإسرائيلية.
قطر.. الوسيط الأهم
وجود المجموعة العربية في المستوى السياسي لا يمنع وجود ترتيب من حيث الأهمية للوسطاء، والذي يتضح أن دولة قطر هي الأهم والأكثر تأثيرا في حركة حماس، بحكم وجود قادة الحركة في الدوحة والتمويل الذي قدمته قطر لقطاع غزة على مدار السنوات السابقة، ومعالجة نتائج حرب 2014 عبر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، والإشراف على المساعدات النقدية بقيمة 30 مليون دولار شهريا، وإقامة عدد من المشاريع خاصة في مجال الإعمار.
وأكدت قطر أنها تقيم مكتبا تمثيليا لحركة حماس على أراضيها بناء على طلب من الإدارة الأمريكية لإدارة الوساطة مع حركة حماس، وقد هدد عضو لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الأمريكي، والتز بريس، دولتي قطر وتركيا، في مقابلة عبر قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، قائلا: “نحن بحاجة إلى إرسال رسالة واضحة للغاية إلى داعمي حماس، سواء كانوا تركيا أو قطر أو غيرهم.. مفادها أنه إذا تم لمس شعرة واحدة من رأس أمريكي، فسيشعرون جميعا بالتداعيات، وليس فقط قيادة حماس نفسها