رئيس الجمهورية المحظرة لا تزال تُشكِل سدًا منيعًا في وجه التطرف والتشرذم والغلو
قال رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني إن التعليم العتيق يُرسخ في المجتمعات قيَّم العدل، والمساواة، و التسماح، والإخاء.
وأضاف رئيس الجمهورية في خطابه في حفل افتتاح النسخة الرابعة من مؤتمر تعزيز السلم في إفريقيا المُنعقد بنواكشوط أن هيئات التعليم في القارة الإفريقية، يجمعها على تنوع مسمياتها وصيغها التنظيمية، بذلُ العلم للجميع، في إطار منطلق من المساواة، مهما اختلفت الأعراق، والحرص على مد جسور التلاقي بين المجتمعات، وتعزيز السلم الأهلي، والحرص على اللحمة الاجتماعية.
وأكد أن موضوع هذه النسخة “يستثير” في وجدان المجتمع الموريتاني صدى تاريخ طويل من الازدهار الحضاري، والعطاء العلمي المتميز.
وأشار في ذات السياق إلى أن موريتانيا عرفت نشأة نظام تعليمي عتيق منذ قرون، مضيفا أنه فريد في خصائصه التنظيمية، وأساليبه المنهجية، مُتجسدا في المحاظر الشنقيطية، التي امتد إشعاعها الثقافي والفكري شمالا وجنوبا.
وذكر صاحب الفخامة أنها كانت وما تزال حصنا حصينا في وجه الفتن، والغلو، والتطرف، ومنبعا لمعاني وقيم الاعتدال والتسامح.
وأوضح أن الدليل على ذلك هو إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة مؤخرا المحظرة الموريتانية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وشدد فخامة رئيس الجمهورية على أن موريتانيا، وإدراكا منها للمكانة الكبرى للتعليم العتيق الذي تمثله المحظرة، فقد حرصوا على صونها وتعزيزها، وتحديث نظامها، ليلائم متطلبات العصر الحديث، مع الحفاظ على نبل ونقاء قيمه وأهدافه.
وأشار إلى أنهم قدموا أشكال الدعم المادي والمعنوي للمحاظر وشيوخها وطلابها، مبينا أن أنهم ضاعفوا عدد المحاظر التي تُنشئها الدولة، حيث ارتفع عددها من 60 إلى 1402 محظرة.
وأضاف محمد أحمد ولد الغزواني أن العمل جرى كذلك على تعزيز الجسور بين التعليم العتيق والتعليم المعاصر، عبر تنويع التكوينات في مركز التكوين المهني لخريجي المحاظر، وفي المؤسسات التعليمية الرسمية العليا، التي تستقبل خريجي التعليم العتيق.
ولفت إلى إنشاء العديد من الكراسي في مجالات علمية متعددة.
وأكد ولد رئيس الجمهورية الحاجة الماسة، والمسؤولية الجماعية، للتخلص نهائيا من العنف والإرهاب والنزاعات العرقية الهدامة، مشيرا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بنشر قيم العدل والتسامح، والاعتدال، كما يعمل على ذلك التعليم العتيق.
المصدر : الأخبار