وجوه جديدة تنتظر التألق في «أمم أفريقيا 34» بكوت ديفوار

تنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية «كان 2023» السبت الثالث عشر من يناير الجاري في كوت ديفوار وتستمر حتى 11 فبراير المقبل في نسختها الـ34 بمشاركة 24 منتخبا، والعديد من النجوم البارزين في أوروبا، وتقام البطولة بنظامها الجديد بعد التوسع للمرة الثالثة على التوالي، حيث استضافت مصر نسخة 2019 التي كانت الأولى بعد زيادة عدد المنتخبات إلى 24 منتخبا بدلا من 16، ثم استضافت الكاميرون بطولة 2021 بنفس النظام، وتأتي نسخة كوت ديفوار المؤجلة إلى 2024 لتكون الثالثة بنفس القواعد الجديدة.

تتوجه الأنظار إلى النجوم الناشطين في أوروبا لمراقبة مدى تأثيرهم على منتخبات بلادهم في أمم أفريقيا، كما تراقب الكثير من الأندية الأوروبية بعض اللاعبين الواعدين قبل التقدم بعروض رسمية لشرائهم من أنديتهم الحالية، أبرزهم سيرهو جيراسي لاعب منتخب غينيا ونادي شتوتغارت الألماني، ويلعب جيراسي مع منتخب غينيا في أمم أفريقيا، وهو منتخب غير مرشح للمنافسة على اللقب، حيث لا يعد ضمن الكبار في القارة السمراء، لكن جماهير بلاده تعول كثيرا على اللاعب المتألق في الدوري الألماني لتغيير هذا الواقع.

نوري وقدوس يحملان آمال الجزائر وغانا
هناك أيضا ريان آيت نوري لاعب منتخب الجزائر ونادي وولفرهامبتون الإنجليزي، وهو الظهير الأيسر المتوهج أصبح من أعمدة الهجوم والدفاع لنادي وولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز بعمر 22 سنة فقط، أيضا محمد قدوس لاعب منتخب غانا ونادي وست هام الإنجليزي، وأصبح قدوس أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز والمنافس في كل جولة على جائزة الأفضل، حيث ساهم في تغيير الشكل الهجومي لفريقه خلال الموسم الحالي، ونجح قدوس في تسجيل 13 هدفا خلال الموسم الجاري، ويصنف كأحد أفضل اللاعبين في مركزه على الجناحين الأيمن والأيسر في إنجلترا، ويحمل اللاعب آمال الجماهير الغانية في إعادة منتخب بلادهم من جديد إلى منصات التتويج.

يضم منتخب كوت ديفوار مستضيف البطولة عثمان ديومانديه والمحترف بصفوف نادي سبورتنغ البرتغالي، وبدأ يصعد بسرعة البرق، وصار يعد من أفضل المدافعين القادمين في القارة السمراء، أصبح أساسيا ضمن صفوف عملاق البرتغال سبورتنغ، وسيقود دفاع بلاده في البطولة المرتقبة بين أرضه وجماهيره، ومع منتخب المغرب يتواجد بلال الخنوس والمحترف بصفوف نادي خينك البلجيكي، ويعد الخنوس من أبرز المواهب المغربية الصاعدة التي ينتظر منها الكثير خلال بطولة الأمم الأفريقية. الشاب الموهوب يتألق مع أحد أكبر أندية بلجيكا، كما تم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب شاب في أفريقيا لعام 2023.

توقعات بمنافسة قوية 
ويُتوقع أن تشهد كأس أمم أفريقيا منافسة قوية نظرا لمشاركة عدد من الفرق الكبيرة في البطولة والتي تتطلع إلى الإطاحة بالسنغال حاملة لقب النسخة السابقة، ويسعى المغرب للاعتماد على نجاحه غير المسبوق في كأس العالم بعد أن أصبح أول فريق أفريقي يصل إلى نصف النهائي، فيما تأمل مصر حاملة لقب البطولة سبع مرات أن يتمكن محمد صلاح من مساعدة الفريق على نيل اللقب بعد خسارة نهائي كأس أفريقيا 2021 بركلات الترجيح، أما نيجيريا فهي مسقط رأس أفضل لاعب أفريقي لهذا العام، فيكتور أوسيمين، ويقود غانا محمد قدوس في سعيها لإحراز لقبها الخامس، فيما تسعى كوت ديفوار للاعتماد على الدعم من كونها صاحبة الأرض.

وكان مفترض أن تقام النسخة 34 من البطولة التي تقام كل عامين في يونيو ويوليو من العام الماضي، لكنها تأجلت لتجنب موسم الأمطار الاستوائية في كوت ديفوار، ويعني أنها ستقام مرة أخرى في منتصف موسم الدوري الأوروبي، مما يجبر العديد من الأندية الكبرى على البقاء من دون بعض أفضل لاعبيها لمدة تصل إلى شهر. 

– للاطلاع على العدد 425 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وجاءت القرعة على النحو التالي:
المجموعة الأولى: كوت ديفوار – نيجيريا – غينيا الاستوائية – غينيا بيساو.
المجموعة الثانية: مصر – غانا – كيب فيردي – موزمبيق.
المجموعة الثالثة: السنغال – الكاميرون – غينيا – غامبيا.
المجموعة الرابعة: الجزائر – بوركينا فاسو – موريتانيا – أنغولا.
المجموعة الخامسة: تونس – مالي – جنوب أفريقيا – ناميبيا.
المجموعة السادسة: المغرب – كونغو الديمقراطية – زامبيا – تنزانيا.

في المجموعة الأولى، تلعب غينيا بيساو وكوت ديفوار، الدولة المضيفة، مباراة الافتتاح يوم السبت، بينما تلعب نيجيريا مع غينيا الاستوائية في اليوم التالي، وتواجه كوت ديفوار بعد ذلك نيجيريا، حاملة اللقب ثلاث مرات، في 18 يناير، والتي يتوقع أن تحدد متصدر المجموعة.

وفي المجموعة الثانية تتواجد مصر وغانا وهما صاحبتا الثقل في هذه المجموعة، وستلعبان مع بعضهما البعض في مباراة لتحديد هوية متصدر المجموعة في 18 يناير، ويتولى تدريب «النجوم السوداء» المدرب الأيرلندي الدولي السابق كريس هيوتون، وتمكن مهاجم أتلتيك بلباو إيناكي ويليامز من الانضمام للفريق بعد تعافيه من المرض.

وفي المجموعة الثالثة تواجه السنغال مهمة صعبة للاحتفاظ باللقب هذه المرة، إذ يجب عليها في البداية اجتياز مجموعة تضم الكاميرون بطلة الكأس خمس مرات، وتلعب السنغال تحت قيادة نجم الفريق ماني الذي غاب عن كأس العالم العام الماضية بسبب إصابة في ساقه تعرض لها أثناء المشاركة مع بايرن ميونخ قبل وقت قصير من انطلاق البطولة في قطر، وتعود «أسود الكاميرون التي لا تقهر» إلى حيث فازت بأول ألقابها الخمسة العام 1984، بعد احتلالها المركز الثالث قبل عامين، ويتولى فنسنت أبو بكر مهاجم بشكتاش، هداف كأس إفريقيا 2021 بثمانية أهداف، قيادة الفريق.

وفي المجموعة الرابعة، رغم توافر فريقا موهوبا بقيادة نجم مانشستر سيتي السابق رياض محرز، قلل مدرب الجزائر جمال بلماضي من فرص فريقه في الفوز بلقب كأس أمم أفريقيا للمرة الثالثة، وخرجت الجزائر من دور المجموعات في البطولة الماضية، ثم فشلت في التأهل لكأس العالم، وتأمل بوركينا فاسو في الوصول إلى النهائي في ظهورها الثالث عشر بقيادة مدافع ليفركوزن الهادئ إدموند تابسوبا، أحد لاعبي الفريق الألماني الأساسيين هذا الموسم.

أما المجموعة الخامسة تسعى كل من تونس وجنوب إفريقيا إلى إحراز اللقب الثاني بعد فوزهما عامي 2004 و1996 على التوالي، وتتطلع تونس إلى القائد الخبرة يوسف المساكني لتسجيل الأهداف، ويتمتع فريقها بالقوة في خط الوسط في ظل وجود إلياس الصخيري لاعب آينتراخت فرانكفورت وعيسى العيدوني لاعب يونيون برلين اللذان يوفران منصة لهجوم الفريق، وسيقود منتخب جنوب إفريقيا بيرسي تاو، المهاجم الذي يلعب للنادي الأهلي المصري، بينما تم ضم المخضرم تيمبا زواني إلى التشكيلة بعد أن أغفله في البداية المدرب البلجيكي هوغو بروس.

أما المجموعة السادسة بعد أن أصبح أول فريق أفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم في قطر العام الماضي، يأمل المغرب في إضافة لقبه الثاني فقط في كأس إفريقيا، وفاز فريق وليد الركراكي على بلجيكا وإسبانيا والبرتغال قبل أن يخسر أمام فرنسا التي بلغت نهائي كأس العالم في قطر، وكان الركراكي يبلغ من العمر أقل من ستة أشهر عندما فاز «أسود الأطلس» بكأس أفريقيا الوحيدة في العام 1976، ويسعى لتكرار الإنجاز، بمساعدة نجم باريس سان جرمان أشرف حكيمي من خط الدفاع.

زر الذهاب إلى الأعلى