صباح الخير يا وطني ذاكرة وطن وجامعة للمعارف

في كل صباح، وعبر أثير إذاعة موريتانيا، يستيقظ المستمعون على صوتٍ هادئ، مثقف، وراسخ في الذاكرة: إنه صوت الإعلامي أحمد سالم ولد التباخ، يفتتح برنامجه الشهير “صباح الخير يا وطني”، الذي أصبح منذ سنوات نافذة يومية يتزود منها المواطن الموريتاني بالمعرفة، والتاريخ، والوعي الوطني.
“صباح الخير يا وطني” ليس مجرد برنامج صباحي تقليدي، بل هو فسحة فكرية يومية، تحمل روح الوطنية، وتضيء للمستمعين زوايا منسية من تاريخ بلادهم، وتربط الماضي بالحاضر في أسلوب إذاعي جذاب وبسيط.
البرنامج يقوم على استحضار الذاكرة الوطنية، من خلال شخصياتها، وأحداثها، ومواقفها، كما يطرح مواضيع فكرية وثقافية واجتماعية تهم المواطن، دون أن يغفل الواقع اليومي بمشكلاته وتحولاته.
يمتاز الصحفي أحمد سالم ولد التباخ بأسلوب رشيق وسلس، يجمع بين العمق والبساطة، ويستخدم لغة عربية واضحة لا تعقيد فيها، لكنها محمّلة بالمعاني والدلالات.
لا يعتمد فقط على السرد، بل يقدم تحليلًا رصينًا للمواضيع، ويطرح أسئلة تدعو للتفكير، وتشجع على البحث، وتلامس العقل والوجدان في آن واحد.
البرنامج يتوزع إلى فقرات متعددة، منها:
• وقفة مع التاريخ: تسليط الضوء على محطة من محطات التاريخ الوطني أو شخصية بارزة كان لها دور في بناء الوطن.
• قراءة في الواقع: مناقشة قضية أو ظاهرة اجتماعية أو اقتصادية تهم المواطنين، بلغة موضوعية هادئة.
• نافذة على المعرفة: معلومات ثقافية وعلمية من داخل الوطن وخارجه، بأسلوب مبسط وقريب من المستمع.
• رسائل وطنية: مقاطع تأملية تحث على حب الوطن، وتحمل قيما إنسانية رفيعة.
يركز “صباح الخير يا وطني” على ترسيخ الوعي الوطني، وتقوية علاقة المواطن بتاريخه وثقافته، مع تحفيزه على التفكير النقدي، والاهتمام بالشأن العام، دون صخب أو ضجيج.
إنه برنامج يسعى إلى بناء مواطن مدرك وواعٍ، يفهم واقعه، ويفتخر بماضيه، ويطمح إلى مستقبل أفضل لبلده.
ليس من السهل أن يحتفظ برنامج إذاعي يومي بجاذبيته لسنوات، لكن “صباح الخير يا وطني” فعل ذلك، بفضل ما يقدمه من محتوى راقٍ، وبفضل حضور أحمد سالم ولد التباخ، الذي يعتبر من أكثر الإعلاميين الموريتانيين اطلاعًا وثقافة.
ولد التباخ لا يكتفي بقراءة الأخبار أو نقل المعلومات، بل يؤرّخ، يحلل، ويفسّر، وينقل المستمع في دقائق معدودة من أعماق التاريخ إلى قضايا الحاضر، بأسلوب هادئ، خالٍ من التوتر والانفعال.
رغم أن البرنامج يبث عبر أثير إذاعة موريتانيا، إلا أن تأثيره تجاوز المذياع، فالكثيرون يتابعون مقتطفاته عبر الإنترنت، ويتناقلون فقراته على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد تحول إلى مرجع صوتي موثوق، ومصدر يومي للمعرفة لدى فئات متعددة من الشعب، من طلاب ومهتمين وباحثين، وحتى عامة الناس.
“صباح الخير يا وطني” ليس مجرد تحية صباحية، بل هو تحية للوطن وتاريخه، تحية للمعرفة، وللأمل، وللوعي.
هو جامعة يومية مفتوحة، يدخلها المستمع دون تسجيل، ويخرج منها محمّلًا بفكرة، أو قيمة، أو حكاية من ماضينا القريب أو البعيد.
وفي زمن الإعلام السريع والمعلومات السطحية، يبقى هذا البرنامج منارة للإذاعة الجادة، ومثالًا للإعلام الذي يصنع الفرق.