عالي ولد اندله… جوهرة الأخلاق التي همّشها الجاحدون”

في زمن عزّت فيه القيم، وتقدمت فيه المصالح الضيقة على الكفاءات، يظل عالي ولد اندله واحدًا من تلك القامات الشامخة التي تجبرك على احترامها، لا لمال تكدسه ولا منصب تقلده، بل لما اختزن في روحه من صدقٍ، تواضع، ونقاء سريرة.

عرفناه في الميدان رجلًا لا يتأخر عن الواجب، صبورًا حين يضيق صدر غيره، مبادرًا حين يتقاعس الكسالى، نزيهًا في زمن التلون والمحاباة. ورغم هذه السجايا التي يُندر اجتماعها في رجل واحد، إلا أن التهميش ظلّ يطارده في كل محطة استحق فيها التقدير، كأن هناك من يأبى إلا أن يُقصي كل من لا يبيع مبادئه في سوق النفاق.

ليس من الإنصاف – ولا من العقل – أن يُترك عالي ولد اندله على هامش الفعل الوطني، وهو الذي جمع بين الخلق الرفيع والكفاءة، وبين القدرة على الإنصات للناس والصدق في خدمتهم. كم من مرة وقف في صف البسطاء حين صمت أصحاب الأصوات العالية؟ كم من مرة قدّم المصلحة العامة على مصلحته الشخصية في مواقف اختبر فيها معدن الرجال؟

إن تهميش أمثال عالي ليس مجرد خطأ إداري أو سهو بيروقراطي، بل هو نقطة سوداء في جبين منظومة لا تنصف المخلصين. وهي خسارة لا تطاله وحده، بل تطال الوطن بأسره حين يُقصى الأنقياء ويُقدّم المدّاحون والانتهازيون.

نقولها بصوت عالٍ، ومن باب الوفاء لا المجاملة:
عالي ولد اندله رجل يستحق أن يكون في موقع القرار، لأنه من طينة الرجال الذين يُعتمد عليهم حين تشتد الأزمات ويبهت الزيف.

وإلى من بيدهم الأمر نقول:
إن تجاهل الكفاءات النزيهة كعالي ولد اندله ليس فقط ظلمًا، بل هو أيضًا تفريط في رأس المال البشري الذي تحتاجه الدولة في هذه المرحلة الحساسة.

فليُرفع هذا الظلم، وليأخذ الرجل مكانته التي يستحقها عن جدارة.

محمد الأمين عرفه

زر الذهاب إلى الأعلى