غويتا يستعمل ورقة زعزعة الاستقرار”

يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف، حسني عبيدي، أن حرص الجزائر على العودة لاتفاق السلم والمصالحة في مالي، فهم من باماكو، كمحاولة لعرقلة سلطة العسكر الذي يسعى لتكريس الحل العسكري كمقاربة وحيدة للحكم. مؤكدا في حوار مع “الخبر”، أن الرفض الإفريقي لاستمرار الدول الغربية في ممارسة وصايتها، دفع بالدول الكبرى للبحث عن دول أو كيانات جديدة تقبل بتطبيق نفس السياسات بالوكالة.

بداية كيف تفسّر الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وحكومة باماكو بعد تبادل استدعاء السفراء، ولماذا صنفت باماكو استقبال الشيخ محمود ديكو كفعل عدائي، رغم أن الجزائر استقبلت سابقا مسؤولين من الأزواد دون أي اعتراض من باماكو؟

تشكّل منطقة الساحل الإفريقي، العمق الأمني والاستراتيجي للجرائر، خاصة منذ استمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا وخروج القوات الفرنسية والأممية من النيجر ومالي، مخلّفة فراغا أمنيا كبيرا ضاعف من الأعباء الملقاة على الجزائر في مرحلة دقيقة من تاريخها وفي ظرفية دولية حساسة، ويمكن سرد ثلاثة عوامل ساهمت في تعقيد المشهد في دول الساحل، مهّدت لسوء تفاهم بين مالي والجزائر، تحوّل إلى أزمة يستدعي تحييدها في أقرب الآجال:

أولا: تكرر مسلسل الانقلابات العسكرية في بعض دول الساحل، منها مالي وغياب آفاق العملية السياسية التي من شأنها توفير حاضنة شعبية وإشراك جميع المكوّنات السياسية في مشروع سياسي داخلي.

ثالثا: الاهتمام الروسي والصيني المتزايد بتقوية تواجدهما، خلق ديناميكية خطرة على أمن واستقرار المنطقة، وجعل الولايات المتحدة الأمريكية تراجع سياستها في القارة الإفريقية، مما من شأنه خلق بيئة غير مستقرة.

جميع هذه العوامل تخلق حالة من التنافس تساهم في تهميش الدور الجزائري وربما إقصائه من منطقة الساحل، خلال استنزافه عسكريا واقتصاديا.

في ظل هذا المناخ المشحون، جاء رد باماكو على استقبال الشيخ ديكو ليعكس مستوى القلق لدى القادة العسكريين في مالي، بعد تبدّد آمال المسار الانتقالي المنتظر وتكريس المقاربة العسكرية في الحكم، خاصة وأن محمود ديكو لم يهنّئ العسكر باستعادة المدينة الاستراتيجية كيدال كباقي الأحزاب السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى