عيد الأضحى في المغرب… نموذج للتعايش الديني والوحدة الثقافية في ظل تعليق الذبح

الرباط، 7 يونيو 2025 – شكّل عيد الأضحى لهذه السنة في المغرب مناسبة فريدة لتجسيد روح التعايش والتضامن بين مكونات المجتمع المغربي من مسلمين ويهود ومسيحيين، في ظلّ قرار استثنائي بتعليق الذبح الذي أعلنه الملك محمد السادس بصفته أميرًا للمؤمنين، نتيجة للظروف المناخية الصعبة.

القرار الذي حمل بُعدًا إنسانيًا وبيئيًا عميقًا، لقي ترحيبًا واسعًا من مختلف الطوائف الدينية داخل المملكة، خاصة من اليهود والمسيحيين المغاربة، الذين شاركوا المسلمين أجواء الاحتفاء بالعيد، مؤكدين أن المناسبة باتت تعكس بشكل أوضح الهوية المغربية الجامعة و”الاحتضان الوطني للاختلاف في إطار الوحدة”.

واعتبرت الفنانة المغربية اليهودية سوزان هروش أن عيد الأضحى في المغرب يحمل “رمزية استثنائية”، مشيرة إلى أن الذاكرة المغربية الجماعية تعكس هذا التقارب عبر مشاهد من الطفولة والعلاقات الإنسانية، خاصة في مناطق مثل تافيلالت، حيث اعتاد المسلمون واليهود على تقاسم الفرحة في هذا اليوم.

وأضافت: “العيد لا يُختزل فقط في الطقوس، بل هو مساحة للوجدان المشترك، حيث تتقاطع القيم وتلتقي القلوب، حتى إن اختلفت المعتقدات. هناك حقائق تفصل بيننا من حيث الدين، لكنها لا تمنع من بناء علاقات عاطفية وأخلاقية تقوم على التقدير والاحترام المتبادل”.

وبالنظر إلى غياب الطقس الأساسي المتمثل في الذبح هذه السنة، أكدت شخصيات من الطائفتين اليهودية والمسيحية أن عيد الأضحى 2025 اكتسب طابعًا أخلاقيًا وبيئيًا واستراتيجيًا، يعكس رؤية عصرية للتدين والتعايش، معتبرين أن هذه المناسبة تقدم للعالم نموذجًا عن “مغرب يُكرّس الوحدة في التنوع”.

الاحتفال الجماعي بالعيد، رغم تعليق أحد أبرز طقوسه، حمل رسالة دولية قوية مفادها أن المواطنة والهوية الجامعة تتفوق على الفوارق الدينية، وأن المغرب يستمر في تقديم نفسه كمنصة فريدة لـالتعايش الديني والحوار الحضاري في المنطقة والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى