فاغنر” تغادر مالي و”فيلق أفريقيا” يدخل المشهد.. الوجود الروسي مستمر تحت مسميات جديدة

في تطور كان متوقعًا، أعلنت مجموعة “فاغنر” الروسية إنهاء مهمتها العسكرية في مالي بعد ثلاث سنوات من العمليات ضد الجماعات المسلحة، مؤكدة في بيان مصوَّر أن انسحابها جاء عقب “استعادة جميع عواصم الأقاليم” وتسليمها للحكومة المركزية في باماكو.

ورغم الإعلان عن مغادرة فاغنر، إلا أن توقيت هذه الخطوة يثير تساؤلات، خاصة أنها تزامنت مع تصاعد حدة المواجهات في مناطق عدة من البلاد، حيث تعرض الجيش المالي لخسائر وصفت بالكبيرة خلال الأسبوع الجاري، في شمال البلاد ووسطها وحتى في بعض مناطقها الغربية.

ويذهب بعض المراقبين إلى أن هذا الانسحاب قد لا يكون إلا تغييرًا في الشكل لا المضمون، خاصة مع ظهور قوة جديدة تحمل اسم “فيلق أفريقيا”، يُعتقد على نطاق واسع أنها تعمل بإشراف روسي وبتنسيق مع السلطات المالية.

في المقابل، رأت أوساط أخرى أن مغادرة فاغنر قد تعكس تراجعًا في نفوذ المجموعة بعد الخسائر التي تعرضت لها، وربما بداية تحول في العلاقة بين باماكو وموسكو، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى أن روسيا باقية في مالي، ولو بأسماء جديدة وأساليب مختلفة.

الحدث، إذًا، لا يشي بانسحاب روسي بقدر ما يعكس إعادة تموضع وتبديل واجهات، في دولة باتت تُعدّ من أبرز حلفاء موسكو في منطقة الساحل.

زر الذهاب إلى الأعلى